ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﻛﻔﻰ، ﻭﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺻﻄﻔﻰ.
ﻭﺑﻌﺪ..
ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻤﻦ ﺃﻗﺎﻣﻬﺎ
ﻓﻘﺪ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻓﻘﺪ
ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻫﻲ ﺁﺧﺮ ﻋُﺮﻯ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻘﻀﺎً، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﺳﺐ
ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻓﺈﻥ
ﺻﻠﺤﺖ ﺻﻼﺗﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺯ ﻭﻧﺠﺢ،
ﻭﺇﻥ ﻓﺴﺪﺕ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﺏ ﻭﺧﺴﺮ،
ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﺼﺪﻭﻕ.
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﻛﻔﺮ ﺟﺎﺣﺪ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺼﻼﺓ،
ﻭﺃﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ
ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺮِّ ﺑﻮﺟﻮﺑﻬﺎ، ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ
ﻫﻞ ﻳُﻘﺘﻞ ﻛﻔﺮﺍً ﺃﻡ ﺣﺪﺍً ﻋﻠﻰ
ﻗﻮﻟﻴﻦ، ﺃﺭﺟﺤﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺘﻞ ﻛﻔﺮﺍً،
ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻸﺩﻟﺔ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ،
ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ" :ﻣﺎ ﺳﻠﻜﻜﻢ ﻓﻲ
ﺳﻘﺮ. ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻢ ﻧﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ1"
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ" :ﻓﺨﻠﻒ ﻣﻦ
ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺧﻠﻒ ﺃﺿﺎﻋﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻠﻘﻮﻥ
ﻏﻴﺎً2"، ﻭﺍﻟﻐﻲ ﻭﺍﺩٍ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ" :ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺑﻮﺍ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺁﺗﻮﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﺈﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻳﻦ3"، ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ
ﺗﺎﺭﻛﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ" :ﻳﻮﻡ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺳﺎﻕ
ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻓﻼ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ. ﺧﺎﺷﻌﺔ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ
ﺗﺮﻫﻘﻬﻢ ﺫﻟﺔ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻋﻮﻥ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻭﻫﻢ ﺳﺎﻟﻤﻮﻥ4"،
ﻓﻴﺴﺠﺪ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﻥ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،
ﻭﻳُﺠﻌﻞ ﻇﻬﺮ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﺍﻟﻤﺮﺍﺋﻲ ﺑﺼﻼﺗﻪ ﻃﺒﻘﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﻼ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ.
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻣﺎ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ
ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ" :ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ."
ﻭﻋﻦ ﺑﺮﻳﺪﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﻦ" :ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻨﻨﺎ
ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﻤﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻓﻘﺪ
ﻛﻔﺮ.5"
ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺷﻘﻴﻖ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ
ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ" :ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ
ﻭﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ـ ﻳﺮﻭﻥ ﺷﻴﺌﺎً
ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺗﺮﻛﻪ ﻛﻔﺮ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﺼﻼﺓ6."
ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲّ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ" :ﻣﻦ
ﺗﺮﻙ ﺻﻼﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ﻓﻘﺪ
ﺑﺮﺉ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﺉ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ."
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ" :ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻼ ﺩﻳﻦ
ﻟﻪ."
ﻭﻗﻴﻞ ﻻﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ" :ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" :ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﻬﻢ
ﺩﺍﺋﻤﻮﻥ7"، ﻭ"ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻋﻠﻰ
ﺻﻼﺗﻬﻢ ﻳﺤﺎﻓﻈﻮﻥ8"، ﻭ"ﻭﻳﻞ
ﻟﻠﻤﺼﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻬﻢ
ﺳﺎﻫﻮﻥ9"؛ ﻗﺎﻝ: ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﺍﻗﻴﺘﻬﺎ؛ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ:
ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻛﻔﺮ10."
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﻄﻌﻮﻥ" :ﻻ
ﺣﻆ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻤﻦ ﺃﺿﺎﻉ
ﺍﻟﺼﻼﺓ."
ﻭﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻗﺎﻝ" :ﻛﻨﺎ ﻣﻊ
ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺟﻠﻮﺳﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺇﺫ
ﺩﺧﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻛﻨﺪﺓ، ﻓﻘﺎﻡ
ﻳﺼﻠﻲ، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻰ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﺬﻳﻔﺔ: ﻣﻨﺬ
ﻛﻢ ﻫﺬﻩ ﺻﻼﺗﻚ؟ ﻗﺎﻝ: ﻣﻨﺬ
ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ؛ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺻﻠﻴﺖ ﻣﻨﺬ
ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻭﻟﻮ ﻣﺖ ﻭﺃﻧﺖ
ﺗﺼﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﻤﺖ ﻋﻠﻰ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻄﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ11."
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ" :ﻻ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻟﻤﻦ
ﻻ ﺻﻼﺓ ﻟﻪ12."
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ" :ﻣﻦ ﺗﺮﻙ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ."
ﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﻋﻤﺮ، ﻭﻋﻠﻲ، ﻭﺍﺑﻦ
ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻭﺣﺬﻳﻔﺔ، ﻭﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﻭﻗﺎﺹ، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻬﻢ ﻣﺨﺎﻟﻒ.
ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ
ﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﻧﺎﻓﻊ ﻣﻮﻟﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ،
ﻗﺎﻝ ﻣﻌﺒﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﺰﺭﻱ:
)ﻗﻠﺖ ﻟﻨﺎﻓﻊ: ﺭﺟﻞ ﺃﻗﺮ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺑﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
ﺃﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻖ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟ ﻗﺎﻝ: ﺫﺍﻙ ﻛﺎﻓﺮ؛
ﺛﻢ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﻳﺪﻱ ﻏﻀﺒﺎﻧﺎً
ﻣﻮﻟﻴﺎً.(
ﻭﺃﻳﻮﺏ ﺍﻟﺴﺨﺘﻴﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻗﺎﻝ) :ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻛﻔﺮ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ
ﻓﻴﻪ.(
ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ) :ﻗﻴﻞ ﻟﻌﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ: ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺼﻞ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺆﻣﻦ
ﻣﺴﺘﻜﻤﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ؟ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﻧﻘﻮﻝ
ﻧﺤﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ـ ﻳﻌﻨﻲ
ﺍﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ـ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻠﺔ، ﺣﺘﻰ ﺃﺩﺧﻞ
ﻭﻗﺘﺎً ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ.(
ﻭﺳﺌﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻤﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً؟
ﻓﻘﺎﻝ) :ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺃﺣﺪ ﺑﺬﻧﺐ ﺇﻻ
ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻤﺪﺍً، ﻓﺈﻥ ﺗﺮﻙ
ﺻﻼﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻭﻗﺖ ﺻﻼﺓ
ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺴﺘﺘﺎﺏ ﺛﻼﺛﺎً.(
ﻭﺳﺌﻞ ﺻﺪﻗﺔ ﺑﻦ ﻓﻀﻞ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻙ
ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﻘﺎﻝ) :ﻛﺎﻓﺮ.(
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﻭﺫﻱ
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻘﻴﻢ "ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻗﺪﺭ
ﺍﻟﺼﻼﺓ) :13"ﺳﻤﻌﺖ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ
ﺭﺍﻫﻮﻳﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻛﺎﻓﺮ، ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﻛﺎﻥ ﺭﺃﻱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ
ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ، ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻤﺪﺍً
ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺬﺭ ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻫﺐ ﻭﻗﺘﻬﺎ
ﻛﺎﻓﺮ.(
ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺖَ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ، ﻫﺬﺍ
ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺃﻧﻪ ﻣﺬﻫﺐ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ،
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻓﻬﻮ
ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﻴﻦ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ، ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻛﺴﻼً ﻛﺎﻓﺮ
ﻛﻔﺮﺍً ﺃﻛﺒﺮ ﻳُﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ،
ﻭﺗُﺠْﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﻳﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ.
ﺃﻭﻻً: ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
.1 ﻻ ﻳُﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﻳُﺮﺩُّ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ
ﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ
ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ) :ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻻ
ﻳﺠﻴﺐ ﺩﻋﻮﺗﻪ.(
.2 ﻻ ﺗُﺠﺎﺏ ﺩﻋﻮﺗﻪ.
.3 ﻻ ﻳُﺰﻭﺝ ﺑﻤﺴﻠﻤﺔ، ﻓﺈﻥ ﻋُﻘﺪ ﻟﻪ
ﻓﺎﻟﻨﻜﺎﺡ ﺑﺎﻃﻞ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ" :ﻓﺈﻥ
ﻋﻠﻤﺘﻤﻮﻫﻦ ﻣﺆﻣﻨﺎﺕ ﻓﻼ
ﺗﺮﺟﻌﻮﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻻ ﻫﻦ
ﺣﻞ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﻠﻮﻥ ﻟﻬﻦ14."
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﻭﺍﻟﺪﺧﻠﺔ ﻳﻔﺴﺦ ﻧﻜﺎﺣﻪ ﻭﻻ ﺗﺤﻞ
ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺔ.
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻳﺤﺎﻝ ﺑﻴﻨﻪ
ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺘﺎﺭﻙ
ﺍﻟﺼﻼﺓ؟!
ﻗﺎﻝ ﻣﻬﻨﺎ) :ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺣﻤﺪ، ﻗﻠﺖ:
ﺧﺘﻦ ﻟﻲ، ﺯﻭﺝ ﺃﺧﺘﻲ، ﻳﺸﺮﺏ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺴﻜﺮ، ﺃﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ: ﻧﻘﻞ
ﺍﻟﻤﺮﻭﺯﻱ ﻋﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ
ﻟﺮﺟﻞ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ، ﻓﻘﺎﻝ:
ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ.15(
.4 ﻻ ﻳُﺰﺍﺭ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ.
.5 ﻻ ﻳُﻌﺎﺩ ﺇﺫﺍ ﻣﺮﺽ.
.6 ﻻ ﻳُﺴﺎﻛﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﻣﻌﻪ.
.7 ﻳُﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﻣﻜﺔ
ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ" :ﺇﻧﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻧﺠﺲ ﻓﻼ ﻳﻘﺮﺑﻮﺍ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻬﻢ
ﻫﺬﺍ."
.8 ﻻ ﻳُﻌﻄﻰ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ
ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ.
.9 ﻻ ﺗُﺆﻛﻞ ﺫﺑﻴﺤﺘﻪ.
.10 ﻳُﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ.
.11 ﻻ ﻳﺮﺙ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ،
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ" :ﻻ
ﻳﺮﺙ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮُ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ."
.12 ﻻ ﻳُﺰﻭﺝ ﻛﺮﻳﻤﺘﻪ ﻭﻻ ﻭﻟﻴﺘﻪ.
.13 ﻳﻘﺘﻞ ﻛﻔﺮﺍً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻴﺄﻣﺮﻩ
ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﻳﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﺮ ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ، ﻓﺈﻥ
ﺃﺑﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻭﻗﺖ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﻗﺘِﻞ، ﻭﻻ
ﻳُﺴﺘﺘﺎﺏ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ
ﻗﺎﻝ ﻳُﺴﺘﺘﺎﺏ ﺛﻼﺛﺎً، ﻭﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﺍﻷﻭﻝ.
ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ
.1 ﻻ ﻳُﻐﺴﻞ.
.2 ﻭﻻ ﻳُﻜﻔﻦ، ﻭﻳُﺪﻓﻦ ﻓﻲ
ﻣﻼﺑﺴﻪ.
.3 ﻻ ﻳُﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
"ﻭﻻ ﺗﺼﻞِّ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎﺕ
ﺃﺑﺪﺍً."
.4 ﻻ ﻳُﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺤﻔﺮ ﻟﻪ ﺣﻔﺮﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻓﻴُﻮﺍﺭﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻲ ﻳﺆﺫﻱ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
.5 ﻻ ﻳﺸﻴﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
.6 ﻳُﻌﺰﻱ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻮﻟﻴﻪ: ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺟﺮﻙ،
ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﺍﺀﻙ؛ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻭﻟﻴﻪ ﻛﺎﻓﺮﺍً ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺧﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻚ.
.7 ﻻ ﺗﻌﺘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻭﺟﻪ ﺇﻥ ﻟﻢ
ﻳﻔﺮَّﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
.8 ﻻ ﻳﺮﺛﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ" :ﻻ ﻳﺮﺙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢُ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ"، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﻟﻪ ﻟﺒﻴﺖ ﻣﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻗﻴﻞ ﻳﺼﺮﻑ ﻣﻨﻪ
ﻋﻠﻰ ﻭﺭﺛﺘﻪ.
.9 ﻻ ﻳُﺪﻋﻰ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻭﻻ
ﻳُﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻳُﺰﺍﺭ ﻗﺒﺮﻩ.
.10 ﺗﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻳﺨﻠﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻊ ﻗﺎﺭﻭﻥ، ﻭﻫﺎﻣﺎﻥ، ﻭﺃﺑﻲِّ
ﺑﻦ ﺧﻠﻒ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ
ﺍﻟﻜﻔﺮ.
.11 ﻳُﺤﺮﻡ ﻣﻦ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺳﻴﺪ
ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ، ﻭﻣﻦ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻏﻴﺮﻩ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﺳﺄﻝ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻘﻴﻤﻲ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻣﻦ ﺫﺭﻳﺎﺗﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ
ﺩﻋﺎﺀﻧﺎ، ﻭﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻦ ﺃﺧﻄﺎﺋﻨﺎ،
ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺃﻣﻮﺍﺗﻨﺎ، ﺇﻧﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ
ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ